Lina H Hanna

Lina H Hanna

Tuesday, October 5, 2010

النسيان والذاكرة نعمة أو نقمة ؟


النسيان يهرب من ذكرياتٍ الذاكرة تركض وراءها ! وهكذا تبتدأ دراما الوجود بين راغب بالنٌسيان كي يقتل الحرمان وبين من قد نسي ولكنه يريد أن يتذكٌر لأنه يشتاق للورود في الشتاء...

أن ننسى ، أن نمضي قدماً ، أن نترك ما وراءنا دون أن ننظر خلفنا ، أن نعانق المجهول ونفلت أيدي ما ألفناه ، أن نمشي طريقاً جديد , أن نودٌع طريقنا المعهود...أهذه نعمة؟ أم هي نقمة تنسف وتمحي ما في يوم من الأيٌام قد كتبناه بدمنا ودموعنا وفرحتنا ؟...هل النسيان هو أن نخبٌئ ما نريد نسيانه وراء أمور نودٌ أن نتذكٌرها اكثر؟

هل ننسى ما علينا نسيانه أم نتذكٌره أكثر لأن نسيانه فرضاً واجباً؟ لماذا علينا أن ننسى الألم وهو ما يجعلنا نستمتع بطعم اللذة أكثر؟

من المعروف أن الذاكرة انتقائيٌة تحتفظ بالمهمٌ وترمي ما لا أهميٌة له ، هي يومياتنا المسجٌلة فيها صور وعطور ، وجوه وأماكن تركت اثرها ,اثارها وتوقيعها على دفاتر أرواحنا ، فيها لحظاتنا الخالدة التي انتهت بمكانٍ وزمانٍ ما ولكنٌها تبقى بدايةٌ دائمة في الذاكرة

ذكرياتنا هي هويٌتنا ، هي من تعطي معنى لماضٍ قد ولٌى وأخذ معه تاريخنا لذلك نتمٌسك بما لدينا من ذكرياتٍ وكأننا بها نغلب الزمن وسلطانه علينا ، وكأننا بها نثور ونصرٌ على البقاء حيث قد غادرنا البارحة ... النسيان هذا الضباب الكثيف الذي يتكوٌن كلٌما ابتعدنا عن شاطئ الذاكرة حيث الأمان لكي نقترب من جبال النسيان الشامخة التي إن تسلقناها لا يمكننا النزول مجدداً أبداً إلى قاعها

كائن غريب هذا الإنسان من المدهش كيف يغيب عن باله ويسهل عليه أن وينسى من وما لا تراه عيونه في كل يوم من أيامه وكيف لا ينسى شعوره بلحظة ما قد ذهبت بها الريح بعيداً عن حياته

غريبة قدرته على التلاعب بالوقت في خياله فينتقل بالروح والفكر إلى حيث يشاء إلى من يرغب بالبقاء عنده أو الى من قد إشتاق إلى حضنه بعد أن حرمه القدر من دفئه.

لكن يبقى السؤال الأهم هل يمكن أن نكون أفياء للذٌكرى دون أن نخون آنيٌة اللحظة وهبة الحاضر؟

دائماً ننشغل بأمور الغد والمستقبل متناسين أن مسائل اليوم هي ما يستحق منا أن نتذكٌر ، لنتذكٌر ما يجب نسيانه لكي لا ننسى ما يجب أن نتذكٌر !

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment