Lina H Hanna

Lina H Hanna

Wednesday, October 27, 2010

عندما يأتي الليل


في كل مساء يسدل الليل وشحاه ليغرق العالم في ظلام دامس ، أضع رأسي على وسادتي محاولةً الإستسلام لها لكي يخلٌصني النوم ويعتقني من أسري داخل لحظاتٍ أتوق للتخلٌص منها ولكنها ترفض أن تدعني بسلام... فيأتي الليل ليوقظ فيٌ ما أريد له أن ينام ... فأتقلٌب في فراشي محاولة اسكات ضجيج ذاتي وصراخ أصوات ذكرياتي ...

هو الهدوء الصٌاخب، هي تلك الهمسات والأصوات الخافتة التي يخفيها النهار بحركته وثرثرة الناس وصخب الحياة السريعة ..

حين تطفأ الأضواء في غرفتي ، نور داخليٌ يضاء ليسلط أضوائه على أعماق روحي ، فينكشف ما أريد له أن يظل مستتراً ، أنظر بعين قلبي ويؤلمني ما أرى ، فأخبٌئ رأسي تحت الفراش كالنٌعامة التي تخبٌئ رأسها في الرمل عندما تشعر أن وجودها مهدٌد وعندما تخاف من النظر ورؤية ما تنظر إليه، ولكن قلقي وتوتٌري لا يهدئان إلا عند سماع صوت أخر يعلو على أصواتي الداخلية ، هو صوت الموسيقى يخدٌرني ويخرجني من ذاتي لأهيم وأجوب أماكني المفضلة ، تأخذني الموسيقى وتخطفني إلى حيث كنت يوماً سعيدة وحتٌى إلى حيث كنت فرحة بحزني ، تكسر قيوداً تكبلٌني على كرسي ٌالزمان والمكان فتفك أغلال الحدود فأركض داخل حدائق مخيلٌتي لأعيش قصٌة ما أو أعيد إحياء ذكرى ما قد عشتها على أرض الواقع ولكنها تشبه الخيال

!

موسيقى الليل تشعل نار الشوق في داخلي فاشتاق إليك وإلى سنفونية ضحكتك المليئة بالحياة والوعود بكل ما هو أجمل وأفضل!

ففط على صدى كلماتك التي تمر ٌفي رأسي كشريط مسجٌل على أنغام موسيقاي المفضٌلة استطيع أن استسلم للنعاس وأن أنعم بنومٍ لا يوقظ فيٌ ما قد مات!

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment