Lina H Hanna

Lina H Hanna

Tuesday, October 19, 2010

نداء الجسد


الجسد له شهيٌته وله طعامه ، يجوع ويعطش ، يرغب ويرفض ،له ذبذبات خاصة به يطلقها عندما تلتقط قنواته تموٌجات تحرٌك الأهات في أروقته ودهاليزه! ولكن الجسد قطار الروح ، ليس جسداً بحت ، فيه عقلاً يعقل وروحاً تتنفٌس من رئتيه ، هو مدرك لجسمانيٌته عبر عقله وروحه: فالجسد عرضيٌ ولكن الجوهر أساسيٌ وحيويٌ ، المبنى لا يعطي المعنى ولا يغيٌر فيه شيئاً البتٌة ...

ما يعطيك هويٌتك هي خصائصك ومميٌزاتك ، هي ما يجعلك أنت الإنسان الذي أنت عليه ,سواء كنت نحيلاً طويلاً أو قصيراً ممتلئاً ! لون عينيك ليس هو بذاته عينك ، بل هو مجرٌد لون شاءت الصٌدف والجينات البيولوجيٌة أن تعطيك إياه وهو لن يغيٌر أو يعدٌل ولو قليلاً بمسيرة حياتك والخطٌة التي رسمت لك عندما ولدت من رحم أمك!

لماذا تلبٌي نداء الجسد على حساب اسكات الروح وصوت القلب فيك؟ لماذا تريد أن تحرق الخطوات ؟ لماذا تريد الجسد دون العبور بالروح أولاً ؟ كيف لك أن تلتقي بأحد دون أن تتعرٌف على شخصيٌته المعنويٌة والفكريٌة ؟ لما تجازف بالحصول على القالب فتأخذه فارغاً وتخسر القلب المليء بفيض من المعاني كافية لتبني لك أجمل حدائق العشق التي يكون الجسد بوٌابتها ونتيجة نداء رائحة العطر من أزهار الروح المختلفة بإختلاف انواعها؟

نحن من لحم ودم نعم، لنا ضعفنا نعم، لنا لحظات تقوى بها ماديٌتنا على روحانيٌتنا نعم، لا أحد منٌا لديه عصمة ذاتيٌة أو إلهيٌة صحيح ولكن لدينا إدراك وتبصٌر للمفاهيم ، لدينا رؤية وإحساس بإنسانيتنا ، نحن جسد محسوس في روحٍ لا تقع تحت الحواس ، نحن إزدواجيٌة الأضداد، نحن الشيء ونقيضه، نعيش الظلمة والنور في مصباح الجسد وعتمته!

تتعايش الروح والجسد فلا وجود للواحدة دون الأخرى، سواء في حالة سلام أو حرب ، سواء في حالة تزاوج أو طلاق ، لا يمكن أن ننكر أجسادنا كما لا يمكننا أن نهمٌش الروح فينا ، فنحن نفس الله نفخه فينا لنسمو عن سائر المخلوقات، ليكن جسدنا نتيجة وليس سبباً ،فمن يأخذ الوقت ليتعرٌف ويقابل المعنى المنطوي داخل الشكل الخارجي سيكافأ بجائزة الحصول على الإنسان بكليٌته وليس بأجزائه فقط وتذكر دائماً أن قيمة الورود ليست فقط بصورتها الجمالية بل برائحتها أيضاً!

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment