لقاء في مخيٌلتي

المخيٌلة تلك الملكة السحريٌة ، تلك المقدرة الهائلة التي تتحدٌى قوانين الجاذبية ، تلك البلاد التي لا جغرافيا لها فقط تاريخ ! هي ليست مكان هي كل مكان ، ليست زمان فهي كل الأزمنة .هي لحظات ولقاءات تمتدٌ على كل المساحات وتهيمن على كلٌ الذات ... هي هلوسات تجتاح عالم الواقع فتدحضه وتخضعه وتتلاعب بحقيقته الراهنة فيسيطر الخيال ونطير على بساط الرٌيح لنصل إلى حيث نريد !

وأنا أردت أن اذهب إليه من دون أن اذهب ، وإذا بي جالسة بجانبه أنظر إليه وأستمع لكل ما يقوله وحتٌى ما لا يقول ، أنصت إليه بأذنيٌ وعينيٌ معاً، أراه أمامي أقبٌله وأعانقه بنظراتي، كلماته رائعة ، حركة جسده الهادئة تخبٌئ وراءها بركان ينتظر أن ينفجر ، يخفي وراء سكينته رجل عاشق بإمتياز ، رجل تتأجٌج في داخله نار الشٌغف الدٌفين...

دنوت منه وقبٌلته قبلة ناعمة بالكاد شعر بها ، ونظرت بعينيه لكي أقول له أني لا ارغب سوى بسماع أنفاسه ... أريده أن يتكلٌم لغة من دون كلام ، فقط تلك الهمسات، همسات الروح للروح التي منها ينتشي الجسد بنار العشق التي تحرق الحطب ...

يأخذني بين أحضانه ، ويهمس في أذني كلمات تدب ٌالرعشات في نفسي وأنفاسي... لطالما أدمنت على عطره ، على رائحة المسك الممزوجة بعرقه ...

بقينا ساعات وساعات دون أن نشعر بالٌلحظات .. فأنا بقربه في حالة دوار ، أفقد حواسي ، هو البنج لوجودي، أهيم فوق جغرافية جسده لأكتب تاريخي ... في خيالي هو واقع ولكن في واقعي هو خيال هو واقعي الخيالي الذي أهرب منه وإليه...

نتلاقى دائماً ونحن لم نلتقي بعد ، أشعر بحرارة جسده ونحن لم نلتقي بعد ،فماذا بعد؟

لينا حنا حنا