Lina H Hanna

Lina H Hanna

عناق الكلمات

كلماتك ، أفكارك ، لمستها برقة ، تأمٌلتها وابتسمت لها كلمة بعد كلمة ، فهي تدفئ صقيع قوقعتي وتؤنس وحشتي ، فأنا أقرأها في كل مكان ، على الأشجار ، على الغيوم، على الأزهار، اسمعها في الهواء ، في تغريد العصافير ، بعيداً عن مخالب البشرية المستشرسة ومن ثم اكتبها مجدٌداً ملايين المرٌات دون أن تكفيني حروفي فكلماتي أكثر بكثير من حبر قلمي ومعظمها يختبئ في طيٌات الصمت ليظهر في لغة جسدي ، في بريق عيوني ، وثمالة روحي المنتشية من خمرة الرٌغبة في احتواء الكون بأسره وأسره داخل كياني ...

كلماتك تختزن أشعة الشمس كلٌها ، فتعكس نوراً إلهياً لا يضاهيه نور ، وهي تمتصٌ كل البشاعة والفظاعة التي تلوٌث هواء الوجود ،أتنشٌقها فتتسرٌب إلى جسدي ، تنعشني وتحييني... تجعلني أمرأة المستحيل وعروسة الدٌهشة ...

أنت القصيدة والشاعر في أنٍ معاً ، أنت نبع دائم الجريان منه اشرب دون أن ارتوي ... أسمعك تتكلٌم حتٌى عندما تصمت ، فصمتك لغة قائمة بحد ذاتها ، أقتحمها بأبجديتي الصٌامتة وأستمتع بحوارات جهنميٌة ترقص على أنغام متناقضة فيها ما يستثير الإنفعالات والمشاعر البشريٌة ، فأغضب تارةً ، وتارةً أخرى أضحك ، وأحياناً أبكي ، وفي معظم الأحيان ، أجد نفسي مرتمية بين احضان هذه الكلمات مستسلمة لعذوبتها ، أتذوٌقها بلهفة المتضوٌرين جوعاً ، التهمها ومن ثم ألعق أصابعي تلذٌذاً ...

  كلماتك هي ذروة " الأنا" في "الأنت" تتعانق في حضن الأبدية ، وتتناثر في فضاء الحرية ، فرحة بما هي عليه بعيدةً عن الصراعات على حلبة الوجود فهي محمٌلة بالعاطفة والحنان ، ملوٌنة بجميع الألوان ...

ساحر الكلمات يعيش لها وبها ، ليوقظ نعاس الأذهان فتنتفض لها الأبدان ...

لينا حنا حنا