إلى من اعطتني ولادتي مٌرتين

هي أكثر من إمرأة ، هي إمرأة فولاذية لا شيء يخترقها ، من انهزامها صنعت إنتصار ، من ضعفها استنبطت قوة وجبروت ، من ظلم عانت منه صقلت جوهرة روحها الحنونة إلى أبعد حدود...

استيقظ في نصف الليل من كابوس مزعج أناديها فتحضر إليٌ كملاك يبعد عني كل خوفٍ وإرتباك ؛أصرخ خوفاً من عنكبوت وإذ بها تطلٌ فتخلٌصني منه ، تتحٌملني كطفلةٍ كبيرة ، وتفهمني كإمرأة صغيرة !

هي علٌمتني عن أمور الدنيا دون أن تتكلٌم كل ما كان عليٌ فعله هو مراقبة أفعالها وردود فعلها تجاه قسوة الزمن وتصحٌر حدائق القلوب البشرية ! هي نبع من المحبة والتضحية ، منها أخذت حبي للإنسان واحترامي لقيم قد انقرضت في يومنا هذا

تضحك أمي والشمس تشرق في فضائي ، تحزن أمي فيتحٌول صيفي شتاء وكل شيءٍ في الكون يحزن ... هي وقودي وقدرتي على التحمٌل والصٌبر ، هي بطلة حياتي ، معاً نتقاسم الأحزان ونضاعف الأفراح ، فالمصيبة في وجودها نصف مصيبة ، والسرور سرور كامل مزدوج المفعول !

كل ما أقول عنها يبقى فقيراً وأعجز من أن يعبٌر عن العيون التي أراها من خلالها ! الحب الٌلامشروط والغير الأناني هو الحب الذي اغدقته عليٌ ، تضعني قبل نفسها وقبل حاجتها لتؤمٌن لي كل ما ينقصني مع ابتسامتها التي تزيٌن وجهها وتضيء عالمي.

لقد حرمت من أمورٍ كثيرة في حياتي ولكنٌي أشعر بغنى فاحش لحظٌي وغبطتي لحصولي على الجائزة الكبرى في المحبة والتٌخمة من العطف والدلال ، أشعر بإمتيازي وتميٌزي لكونها أمي انا. أهداني الله أماً عوٌضت عليٌ موت الأب فكانت هي الأب والأم والصديق وكلٌ شخص خذلني أو لم تعطني إيٌاه

الحياة

أسأل الله أن يأخذ سنيناً من عمري ليضيفها على عمرها لأني من دونها أخسر هويٌتي وذاتي!

هي ولدتني مرٌتين مرٌة ولادة بيولوجية ومرٌة ولادة معنوية روحيٌة وعاطفيٌة.

لم أكن أعلم أن القلب يستطيع أن ينبض ويعيش خارج الجسد إلى أن رأيت قلبي يستمر بالخفقان خارج قفصي الصدري فهي قلبي الذي يعيش خارج جسدي ولكنٌه ينبض ويضخٌ دماء الحياة في وجودي

لينا حنا حنا