Lina H Hanna

Lina H Hanna

Wednesday, November 3, 2010

توأم الرٌوح

هو ناطق بما تبوح به الروح للروح من دون لغة أو كلام ، هو عنوان السلام وطارد الأحزان ... هو نصفٌ إنفصل عند خلقه عن نصفه الأخر لذلك يظل يشعر بالنقصان والحرمان إلى ما يوازن به دفٌة الميزان ! هو شريك وشقيق ,رفيق وعشيق الفكر والروح ، هو من يبرز ويضيء على أفضل ما فينا فيستثيره ليظهر إلى الواجهة ، هو من به يكتمل المعنى والذي بدونه ينتقص المبنى !

الكثيرون منا يبحثون عنه والقليلون منا فقط من يجدوه في زحمة الوجود ، ولكن عند لحظة الٌلقاء تلك تتغيٌر مواقع المجرٌات والكواكب، تلمس الروح لمس اليد روحها ،وتفرح فرحة وجود المفقود الذي إرتبطت به منذ الوجود من خلال تلك الخيوط الخفيٌة التي تربط أعماق روحٍ بروحٍ أخرى تناجيها عبر أثير الكون وتشعر باتٌصالها بها حتى عند انفصالها ....

هو إنصهار لا مجهود فيه بل هو نعمة سماوية تلقائية ، لا تكلٌف أو تصنٌع فيها ...هي علاقة غير ماديٌة بل جوهرية ، هي أزليٌة وليست عرضيٌة ...

توأم الروح هو ذاك الذي يسمع أغنيتك الداخلية ومن يغنيها معك أيضاً ... هو ذاك الرباط الذي يستمتع بعقدته ولا يحاول فكها بل يبتهج في كل مرة يشعر بها بتلك الخيوط تشدٌه نحوها ...هو من بحوزته مفاتيح يفتح بها أقفال أرواحنا وعقولنا،فيكشف النقاب عن صندوق الجواهر المدفون في داخلنا ... هو فقٌاعة الأمان حيث نشعر بالطمأنينة والسكينة بعيداً عن الثرثرة والضٌغينة ...

هو مرآة تعكس الجميل والقبيح فينا ، فيصبح القبيح أقلٌ قبحاً بوجوده إلى جانبنا والجميل فينا يزداد جمالاً وألواناً تتلألأ في سمائنا الداخلية ...

هو إتصال الماضي في الحاضر ليستمر في المستقبل ، هو الأبدية على الأرض الفانية ، هو الحياة في قلب وصلب الموت ، هو الروح في نواة المادٌة والجسد. ...

هو روعة الحياة ووهج شرارة لا تنطفئ مع رياح التغيير بل إن هذه الرياح تزيد من اشتعالها وتأجٌج نيرانها التي تدفئ كل من حواليها ...هو لقاء ما قبل الميلاد بعد ميلادنا ، هو عودة روح إلى موطنها بعد غربتها ، بعد شوقٍ إلى ما يسدٌ تسرب الحياة من ثقبٍ أوجده البعد عنها ، فأصبحت النفس تتآكل يوماً بعد يوم إلى أن جاء اليوم الذي ارتطمت به بنيزك أصلح من مسيرتها وأعادها إلى فلكها المفقود.

فإن لم تلتقي به بعد ,لا تفقد الأمل فهو موجود يبحث عنك كما تبحث عنه ، وأنا قد وجدته حتٌى عندما لم أكن في بحثٍ عنه ... هو يعطي حياةً لحياتي ، ومذاقاً لوجودي ، وألواناً لكياني، وبهجةً لقلبي ، سلاماً لعالمي ووحدةً لتجربتي الإنسانية المتعدٌدة ... أدين بالكثير للسٌماء وله ، هو أنا خارج حدود الأنا ، هو الروح خارج جسدي ولكنٌها مسكونة فيه ومنه .... هو شقيق الأنا الغير الأنانيٌة...أدامك الله لي يا توأم روحي ...يا مرافقي في رحلة نموي الروحي...

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment