Lina H Hanna

Lina H Hanna

Wednesday, August 18, 2010

روابط الدم أو روابط القلب؟


العائلة… روابط قلب أو روابط دم؟ لطالما كانت العائلة على رأس الهرم وفي أعلى درجات اولوياتنا… في كنفها نكبر وننمو بجو مليء بالحب والتفاهم، المساندة والتكاتف لمواجهة الأحزان والإحتفال بالافراح. العائلة هي حصن منيع من التغيرات المناخية في فضاء العالم الخارجي، ولكن ماذا يحدث عندما تتغير المعطيات والمعادلات لأسباب متعددة فنجد أفراد عائلتنا قد اصبحوا غرباء عنا ونفقد الروابط القلبية التي هي أهم من الروابط الدموية؟ ماذا نفعل عندما يأتينا الجرح من فردٍ من أفراد عائلتنا؟ ماذا نفعل عندما يتحول الدم بيننا إلى ماء عكرة يصعب علينا أن نرى من خلالها؟


لينا حنا حنا


كيف لنا أن نحافظ على ايماننا بالمحبة وبالعائلة عندما تتحول العائلة إلى عائقة تعيق انسانيتنا وتغتال شعورنا بالإنتماء والأمان في زمان ينتصر فيه الشيطان ويضمحل فيه معنى الإنسان؟

قسوة القلوب في هذه الأيام تتطلب إعلان حالة طوارئ، القلب ينازع، ينزف من كثرة الطعنات التي جعلته طريح الفراش، يناضل على سرير الموت ليتمسك بالحياة…القلب هش ومرهف بإحساسه، أي كلمة جارحة تصيبه في صمامه وصميمه، تضعفه وتسرق من عمره، تحول الماساته إلى فحمٍ أسود يحجب وصول أي نور أو إنعكاس ضوءٍ إلى أعماقه… لا تقف مكتوف اليدين تشاهد وتشارك في انطفاء اخر عود ثقاب في العالم… لتكن أنت الشعلة المضيئة في سواد ليل البشرية، لا تكن حفار قبور العطف والمحبة، تمشي في جنازة قلوب البشر ..

اعلم أن شقيق القلب والروح يوازي شقيق الدم في القرب كما فالقرابة… واحرص على العلاقة بينك وبين أفراد عائلتك، ولا تسمح للدم أن يتحول أو يتجمد فتبرد حرارة الدفء والأخوة لتصبح جليد سميك تصعب اذابته… وحافظ على اشقائك بالقلب، هم غذاء روحك وعكازك ، عليهم تتكل ومنهم تستمد طاقتك لتعود فتسكبها وتصبها أضعافاً على كل مريد ومحب. كن لعائلتك محامياً لا قاضياً… جد مكاناً للصفح وطول النفس ، لا أحد لديه عصمةً ذاتية أو إلهية عن الخطأ ؛

كن مسامحاً ومحباً ، كن رسول خير وجندي محبة وسلام، تجد جميع اخوتك إلى جانبك في عدوان الحياة عليك وغدر الزمان

No comments:

Post a Comment