غراب القلب

عندما يموت الاحساس، و حين تتخدر المشاعر، يتعثر علينا أن نتفاعل مع محيطنا فنفقد القدرة الى التواصل مع من حولنا، ويستحيل

علينا الوصول إلى شريان الحياة في داخلنا… ونتيجةً لذلك نفتقد لذاتنا القديمة ألتي ألفناها وعهدناها حليفة لنا في زمن حروبنا الداخلية، فتموت حدائق قلوبنا وتتصحر

مساحتها الخضراء لتتحول إلى بقعةً موحشة ومقبرةٌ لقلبٍ لا نبض فيه ولا إشارة لأي حياة فيه..

وكما في صمت القبور وسمائها لا ضجيج إلا أصوات الغربان السوداء التي تحوم فوق جثة ذلك الخافق التعب المستسلم لبؤس البشرية

وقسوة البشر..تتجمع تلك الغربان لتلتهم غذاءها من رائحة الموت وضحاياه

.
تتساءلون ما قد يغتال الأفئدة؟ إنها لحظات العدم، لحظات ينتصروا فيها اليأس على كياننا بحيث نشعر بملل وجودي وشجنٍ لا خلاص

منه… نتمايل ونتهاوى على موسيقى نواحنا وأنيننا المفجع ، تلك النغمات التي أوجدتها مأسي الحياة ومصائبها

…

كم هي كثيرةٌ تلك الأوقات التي نحس فيها بصغر الإنسان أمام وسعة ولغز الوجود، ونشعر بقرف من تعجرف الإنسان وتكبره وهو ليس

إلا ضيفٍ زائر في عالم لا يملك فيه حتى ما يمتلكه

…
غريب هو الإنسان عن نفسه، مجرم هو بحق نفسه، او الضحية والجلاد في أنٍ معاً، هو المقبرة لقلبه، و داعية لنذير شؤمه…أين ذهبت

انسانيتنا؟ كيف استطعنا أن نمحي الافق ؟ كيف لنا نطفئ ضوء الأمل بإنسان أفضل وغدٍ واعد دونما وعيد بإلغائه إن لم يتماشى مع

تطلعاتنا الشخصية غير أن نأبه أو نلحظ وجود من يتساوى وايانا بالحق في الحياة ؟

لماذا لا نحارب ونكافح وفاة قلوبنا؟ لم نجعلها فريسة سهلة لغربان القلوب النهمة لالتهام الجيف الميتة؟
حذار من الاحياء التي تلتهم الاحياء والامات على حد السواء. لا تكن قزما امام احزانك بل كن عملاقا جبارا لا يهاب الا ضعفه وخسارة

نفسه

اجعل من قلبك صقرا يمتلك فضاءه وحوَل سواده بياض يعكس نور الشمس وحرارتها, ايَاك ان تنعزل وحيدا على تلَة انكسارك وانهزامك,

واضف المزيد من الحياة على حياتك

…

لينا حنا حنا