Lina H Hanna

Lina H Hanna

Thursday, August 5, 2010

ضياع الانسان في صراع الأديان


ما هو الإنسان؟ أيمكن أن نحده بتعريفٍ محدود أو ندرجه ضمن تصنيف وحد و وحيد؟ أيكفي نظامٌ معرفي واحد لتفسير ماهية الإنسان

من خلال منظار ضيق الأفق؟ أوليس الفرد منا أبعد وأوسع من أن يعلب ويقولب حسب قوالب كلٍ من المدارس الفكرية دينية كانت، أم


روحية أم حسية؟ أولسنا مخلوقات تجمع بين كل هذه العوالم في داخلها وتكوينها المتعدد الأبعاد؟ لم يقع الفكر الإنساني في فخ


الفكر الواحد فقط، في نفق الإحتكار والتعصب لشرحٍ منفرد لا يحتمل التأويل؟ كل فلسفة أو علم تعطي تفسيراً أو بالاحرى تصنيفاً

لطبيعة الإنسان تتمسك به متغاضيةً رافضةً لأي تفسيرٍ أخر يمكن أن يدحض نظريتها.




لينا حنا حنا



الدين يرى في الإنسان مخلوق ديني فقط، والعلم يراه عالماً فكرياً يتشعب بحسب تفرع مدارسه من حسية وروحانية وتجريبية،

فيختزل الإنسان ويختصر وجوده لروحه أو لجسده أو لعقله فقط. وكل ذلك من أجل خدمة البحث عن الحقيقة، حقيقة جوهر الإنسان

في زمن ضاع فيه بر الأمان


.

لم هذا الصراع بين علم ودين، بين دين ودين أخر، بين فكرٍ و أخر، بين فلسفةٍ و أخرى، بين جنسيةٍ وأخرى، بين لون بشرةٍ و أخرى؟

ليس محكومٌ علينا بالتفرقة و الإنقسام بسبب فروقاتنا الفردية وأنتمأتنا الدينية المذهبية، السياسية،أو العرقية. نحن خلقنا من مصدرٍ

واحد، تجمعنا انسانيتنا و طبيعتنا المتشابهة


.
الدين لا يدين، لماذا نحكم ونحاكم بعضنا لبعضن بسبب اختلافنا؟ نحن نولد دون أن نختار البلد أو الدين الذي ننتسب إليه تتبعاً بذوينا.

علينا أن نعي، أن ندرك ونميز أن الدين والروحانية والإيمان ليسوا بأمرٍ واحد، يمكن أن لا ينتمي الإنسان لأي دينٍ وهو أهل لكل إحترام

إذ تكون لديه روحانية عالية وأخلاقيات متميزة تجعله يحترم الحياة على اشكالها، ويرى بغيره من البشر نفس ما يراه بذاته ولذاته.

الدين ليس فقط الطقوس والممارسات الدينية، هو علمٌ وعمل، هو إيمان ثابت بعد الإمتحان والتأكد، هو وثبةٌ ذاتية داخلية نحو موضوع

ايماننا.

الإنسان أولاً، حريته بالمعتقد والتعبير هي حرية كل إنسان في كل مكان أو زمان، وتهديد هذه الحرية في أي مكان هو تحديد للحرية

في كل مكان.

ألدين مساحة شخصية، لا تحدد أو تحد هويتنا بيي شكلٍ من الأشكال. ماذا نؤمن ولأي مذهب ننتمي لا يعرف عن فحوانا، وكل زوايانا

الإنسانية. المعتقد والمرجعية السياسية هما جزأ من كل، بعدٍ من الأبعاد المتعددة التي تجمع بين عوالم مختلفة في شخصنا

البشري.

كل ماعلينا أن نفعله هو أن نجد تلك الوحدة التي تجمع تعدديتنا و تسد الشرخ الحاصل في تجربتنا الإنسانية، فيسود التناغم في

كياننا، ونتصالح مع أنفسنا ومع اختلافاتنا، ونصبح قادرين أن نضع الإنسان أولاً وفي الطليعة


فنقبله ونتقبله بالرغم من اختلافه عنا لا من أجل تشابه معنا.

No comments:

Post a Comment