Lina H Hanna

Lina H Hanna

Wednesday, August 4, 2010

الافتقار هو الفقر الحقيقي


الفقر ! كلمة واحدة تختصر معاناة البشرية جمعاء! لطالما مشى الفقر يداً بيد مع حسرة القلب ونهم العين ولطالما تعمد من عرق

الوجنتين وتطهر من دموع المقلتين… ما هو الفقر؟أهو وحش ضارٍ كاسر يهابه الكثيرون ولا يروضه إلا القليلون؟ أوليس هو النقص

والقلة والعوز المادي؟ أم الفقير هو من يفتقر للثروة الفكرية والروحية والعاطفية؟ أولا يوجد أناس غير قادرين على العطاء من وقتهم

أو ذاتهم أو عاطفتهم؟


لينا حنا حنا


بلى هم كثر ، هؤلاء من يملكون القدرة على شراء ممتلكات الأرض بأسرها ولكنهم عاجزون عن إقتناء المعرفة والتنوير، المحبة

والمودة للأخرين… هؤلاء هم أغنياء في مملكة ما يشرى ويباع، ولكنهم فقراء في مملكة الحب والعطاء،بؤساء في سوق الأدمغة

وفي محلات العبقرية التي تحتوي الثروات التي لا إتجار فيها لأنها ليست في دائرة العرض والطلب.

المادة تمد العالم التجاري بمنتوجات وجدت لتسهيل وتأمين الحياة بما تتطلبه من الضروريات لضمان استمراريتها. بعضنا يملكها بوفرة ومن دون أي جهد يذكر وبعضنا الأخر يملكها عن إستحقاق وجدٍ وكد، وهناك من لا يملك حتى الضروريات منها، فالناس على تفاوت في الثراء، لأن مقولة” خيرات الأرض هي لأهل الأرض” قد سقطت و اغتصبت من قبل ذلك الغول الذي يحتكر كل الموارد والمصادر المربحة لشخصه و لأصحاب رؤوس الأمول؛

المال يجلب السلطة والسلطة هي الصلاحية المطلقة التي تبرر ، تعدل وتشرع القوانين و الأخلاقيات في مجتمعٍ الصيصان، والخرفان التي تلحق صورة الراعي والأب بطريقةٍ عمياء دون أن تسأل أو تتساءل عن صوابية الخارطة التي تتبعها، بحجة الثقة بالراعي وحسه في التوجيه نحو الخلاص.

أفيقوا من غيبوبتكم يا أيها الأتباع! انظروا حولكم إلى ما أبعد من حقل نظركم، ثقوا ولكن تأكدوا وتحروا من موضوع ايمانكم، ابحثوا عن خرائط كنوزكم بأنفسكم، استعملوا بوصلاتكم الداخلية فهي وحدها الكفيلة بتوجيهكم إلى آبار نفطكم و آبار مياهكم التي بها تملكون ما تستطيعون ري حقول أرواحكم بالمعرفة.

حاربوا الجهل ولا تصادقوه، هو عين الفقر، من له الأموال وينقصه الدراية بألاحول هو هالكٌ لا محالة. أما من تنقصه المادة و يملك

وفرة العقل الذي يعقل بأمور و منطق الحياة يكون غنياً بفكره و حتى بفقره.
فلتعلم يا أيها الإنسان انك لا تملك أبعد من حدود الزمان والمكان حيت تنوجد، و لا يكن خفياً عليك أنك ولو جلست على موائد العالم بأسره لتأكل ما لذ وطاب لن يمكنك شراء سنتيمتراً واحداً إضافياً لتكبر به حجم سعة أمعائك لكي تستطيع أن تأكل أكثر من شبعتك وحاجتك!

كن غنياً بإنسانيتك، كريماً بوقتك وعاطفتك، ابحث عن النشوة في إقتناء فكرٍ يخولك من الانتصار على الشدة الدنيوية، وألإستمتاع باللذات الماورائية التي هي تضمن لك احساسك بالإكتفاء، والرضى بما أنت عليه وليس لما تملكه، المقتنيات عرضة للزيادة والنقصان أما الصفات الذاتية و الجوهر سرعان ما تكتسبهم اصبحوا من نسيجك وأقمشة كيانك

No comments:

Post a Comment