Lina H Hanna

Lina H Hanna

Saturday, December 4, 2010

لا أريد

غالباً ما نتساءل ماذا أريد؟ ففي معظم الأحيان نحن لا نعلم ماهيٌة رغباتنا وأهوائنا ، لأننا في لحظة نريد هذا وفي لحظة أخرى لا نريد ذاك ، فتتغيٌر ميولنا بتغيٌر مزاجنا ونتأثٌر بقانون الطلب والعرض، ولكن في خضمٌ هذا كله نحن نعلم ما لا نريد، وأنا لا أريد أن أرى دمعة تحسر ولوعةٍ واحدة ، لا أريد أن أرى بؤساً وتعاسةً حيثما نظرت ، لا أريد أن أشهد على إنحطاط الإنسان إلى الأسفل ، إلى حضيض الرٌذيلة ، والأنانيٌة ، الحيونة والإجرام ... ماذا يحصل في عالمنا هذا؟ أيمكن أن نقتل العدالة تحت شعار ألحق؟ أمن المعقول أن نرى أناساً أكثر وإنسانيٌة أقل؟ أمن المقبول أن يلتهم وحش المادٌة كل ما هو روحانيٌ وجوهريٌ؟ العالم كله يدور ويتمحور اليوم حول حب الظهور وحول تسويق الصٌورة بغض النظر عن الجوهر والمحتوى؟ لماذا نركض وراء وهمٍ دون أن نمشي في خطى ثابتة نحو الحقيقة ؟

لماذا تموت القلوب والمشاعر البشريٌة لتحل مكانها العلاقات الجنسيٌة البحتة؟ أهذا محرٌك الإنسان في هذه الأيام؟ لما نبتعد عن الثٌقافة لنقترب من السٌخافة؟ أنت أيٌتها الجاهلة والغبيٌة، فكٌري لحظة واسألي نفسك هذا السؤال:"هل تكف ٌالأرض عن الدوران من أجل ثوب أو حذاء؟ وهل ستتغيٌر الخطٌة الإلهيٌة التي رسمت لك عند ولادتك إن إمتلكت كل ثروات الأرض ؟ هل فساتين العالم كله ستغيٌر من أنت عليه؟ هل ستنظرٍين في المرأة لتجدي إمرأة مختلفة عن ذاتك، هل تتغيٌر هويٌتك؟ كفٌي عن البلاهة قبل أن يفوت الأوان ويمر العمر عليك لتجدي نفسك ضائعة فتتساءلين ماذا فعلت بالهبة التي اعطيت لي ، نعم، حياتك عطية؟ كيف إستثسمرت وقتي؟ ماذا قدٌمت لانسانيتي كيف ساهمت بالوجود؟ لا تصلي إلى هذا المكان فيتآكلك الندم، الحياة أغلى وأكبر قيمة من عقود الماس في أدراج خزانتك:

الرجل ليس بما يمتلك بل بمن هو حتٌى عندما لا يملك الكثير من الأمور الماديٌة ، كوني أنت أغنى مقتنياته ، كوني أنت تاجه وملكته في املاكه ، فهذه عرضة للنقصان والزيادة انما هو لا يزاد على ما يجعله الانسان الذي هو عليه.

وأنت أيها الخفيف أحقاًٌ تظن أن سيارةً أو صبيٌة للزينة ستجعلك ما لست عليه؟ أتظن أنك لا تقاوم لأجل ما تحمل من أموال في محفظتك؟ أتظن أن غناك يبرٌر سخافتك؟ هل تعتقد حقاً انك إذا حضرت حفلات الصخب والمجون ستتغلٌب على الهموم التي تصقل شخصيتك المعنويٌة؟ فكٌر مجدداً في حالتك ، ولا تنخدع بمظهرك الأنيق على المرآة التي لا تريك إلا صورة ونسخة عن قالبك وليس قلبك، الطريق إلى قلبك ليس في إنعكاس مرآة بل في إنعكاسك داخل عيون المرأة التي تحبك في عريك وفي لحظات حقيقتك .

لا أريد أن أرى الإنسان وسيلة بل أريد أن أنظر فأرى قيمةً وهدف . الإنسان هو نضال في سبيل قضيٌة يؤمن بها فلا يستتر خلفها ليستغلٌها ، لا تكن منافقاً خبيثاً بل كن رجلاً نبيلاً وشهماً.

لا أريد أن أرى سوى إمرأة مدركة لأنوثتها، محترمة روحها وعقلها ، مطوٌرةً لذاتها بكل ابعادها ، فارضةً كليٌتها وليست مكتفية بأجزائها، فأنت أهم من لباسك، وأنت أجمل من حلل تتزيٌنين بها، ما يزيٌنك هو احترامك لجسدك ولعقلك الذي من خلاله تحلٌقين في سماء الوجود فتعيشين حياةً ليس لفرحتها حدود.

حان الوقت لتعاملين نفسك كما تتمنٌين من الأخرين أن يعاملونك ، وأنت حان الوقت لتعرف من أنت وتصادق نفسك بدل أن تعاديها، أنت عدو نفسك ، أهدم لكي تبني مجدداً هندسة وجودك بعيداً عن صورةٍ تحد نفسك بإطارها... فهيا تحرٌك ...

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment