سهام العشق

نظر إليها بعينيه النهمتين وقال :" آه لو استطيع أن أغمض عينيٌ ثم أفتحهما فتختفين من حياتي ومن ذاكرتي" هو يتعذٌب لأنه يحبها وهي تتعذٌب أكثر لأنها تتمنٌى لو أن بمقدورها أن تحبه وتبادله مشاعره ولكن القلب يريد ما ومن يريد ، ليس طيٌعاً ، بل ثائراً ومجنوناً له أهواءه ورغباته التي قد لا يرغب صاحبه بها ...

شرط الحب التبادل ، أن تعطي ممٌا تأخذه من عشق وهيام ، أن تأكل من مأدبة الفؤاد لكي تطعم وتغذٌي من يقتات منه ، من يسكن بين ضلوعه ويجري داخل شرايينه ويتنفس من رئتيه ... ولكن ماذا يحدث عندما يقع في غرامك من لا يستحوذ على كيانك بل تكنٌ له المودٌة والمحبٌة؟ هو إحساس يستنزف من يشعر به ومن لا يشعر بمثله على حدٌ سواء ، يتساوى الجلاٌد مع ضحيته ؛ ألم الذي لن يملك من يتملٌكه ، ومعاناة من لا يريد أن يتملٌك أحد، بل يحلم أن يخلٌص من أحبٌه من نفسه ، فيطلق رصاصة الرٌحمة على قلبٍ هوى وسقط على اسفلت الواقع بدل أن يهبط على غيوم ووسادة الأحلام ...

يا لسخرية القدر الذي لا يقدر أن يجمع ما يأبى أن ينصهر ، ما أعجز المنطق أمام سلطان القلوب ، فالعقل عاقر أمام خصوبة العاطفة العاصفة التي في عتمة تربتها تنبت أجمل وأقوى المشاعر فيفشل فأس الوقت والعقلانية في إقتلاع جذورٍ من ماء حياتها يرتوي العاشق ليسقي بساتين وحدائق عشقه ....

يا لحسرة من لوٌعه حبٌ يظهر على محيٌاه ويفضحه ولكنه يرغب لو يختفي ويتدارى عن الأنظار ...

يا لشجن وحزن من يرى حبيبه يحب أحداً أخر سواه ، يا لتعاسة من يكره نفسه أحياناً لكونه سبباً في عذاب قلب مفطور وجوع لن يشبع وحضن لن يدفئه من لأحضانه يتوق وللمسته تصرخ الروح...

لو كانت سهام العشق تصيب حيث توجٌه ما كانت القلوب تتعذٌب ، ولكن ما من شيئ مضمون عندما تطلق تلك السهام ، فلا نعلم ماذا تجلب الحرب أم السلام؟

لينا حنا حنا