Lina H Hanna

Lina H Hanna

Monday, December 20, 2010

هواجس


أعجز عن طرد شياطيني أحاربها ولكنها شرسة ، تغرس مخالبها في جلدي وتستحضر أشباح الماضي والحاضر والمستقبل ، تغزو كل حواسي وتخدعني لتخضعني، وتستمتع بأنين روحي المكسورة ...في هذه اللحظات افقد التمييز بين الأبيض والأسود ، بين الحركة والثبات، بين الحقيقة والوهم فتتبعثر اجزائي في ارجاء المكان فأحاول لملمتها مجدداً لتلحيم أطرافي المقطٌعة كي أنهض مجدداً وأسترجع قواي إستعداداً لمعركة أخرى حتٌى لا أخسر الحرب على أرض الرٌعب والوجودية ...

أسلاك شائكة تحتجزني رهينة هواجسي ومخاوفي ، أنظر إلى الأفق البعيد ، إلى هدوء السماء وصفائها في يوم مشمس ، إلى ما وراء حقل نظري ، إلى كل الإحتمالات المشرقة ، إلى كل الأحلام التي ما زالت في رحم الشوق والأمل فأمتلئ تفاؤلاً ورجاءً بأيام أفضل وحياة ألذٌ مذاقاً ...

أهرب تارةً إلى حديقة جنوني وتارةً أخرى إلى حديقة أنغام موسيقاي وتارةً إلى حديقة وجوهي المفضٌلة فأحاول أن أدفن وعي الذاتي في الثٌرثرة والصٌخب والضحكات المزيٌفة والكلمات المزخرفة الفارغة ...فينبض قلبي كمضخٌة تضخٌ الدٌماء وليس الحياة في عروقي...

رموز مشفٌرة أنا ، أطمح بفكٌ شيفرتها لأعانق الظلمات في ذاتي فيسطع ضوء التٌنوير والعرفان في حقل من الألغام ، فأنا أجهل كل إمرأةٍ تسكن في داخلي ، غريبة عن نفسي، اتحاشى لحظة إصطدام أو إنفجار كواكبي جميعها الواحدة بالأخرى في فلكي وفضائي الشاسع؛ أقدٌم كل يوم إمرأة لنفسي كي تتعرٌف عليها وتألفها فيتلاشى شعوري بالإغتراب على مساحتي الداخلية ...

أين طوق النجاة عندما عندما تسخر رياح القدر من اشرعتنا؟ هل نحارب الحياة بالحياة نفسها؟ هل يتغلٌب على الذات سوى الذات نفسها؟ هل نتحدٌى الماضي بالحاضر؟ وهل يستفزٌنا الغد بتهديده بعدم مجيئه؟ أم إنه الحب الذي ينقذنا من عبثيٌة وقسوة الحياة؟

أنا في حالة بحث دائمة متحرٌكة مهما إشتدٌ الصراع ، وسأنهض كل صباح وسأواجه اليأس بالأمل والموت بالحياة ، والعبثيٌة بالهدف ، والكأبة بالفرح ، والسٌوداوية بالألوان ، والوحشة بالصٌحبة، والشر بالخير ، ولتساعدني السماء على إبقاء شعلة الإيمان مشتعلة ...

لينا حنا حنا

1 comment:

  1. شفافيه وصدقيه من أعلى المستويات وفي قمة النضوج والمعرفه والصدق مع الذات وشجاعة مميزة ونادرة في زمن الجبناء والمتصنعين والمتزلفين .بحثك عن أي نوعٍ من الملائكة أنت فيه حقيقه دامغة وهي بأنك ملاكٌ صادق وصديق وشياطينك هم الأفكار المميزة التي لا تتقبل التقاليد والوصفات الجاهزة وحتى عندما تجربين تلك الوصفات الواحدة تلو الأخرى تكتشفين مذاقاً مميزاً يجعلك أن تأخذي قراراً بعدم إستعمال تلك الوصفة ثانيةً ،وهنا يأتي الصراع فيما بين نفسك وروحك وحب الاكتشاف عندك ،عندما تجربين أحدى الوصفات وتعرفين تماماً بأن مذاقها علقم ولا يناسب مذاقك أبداً وبالرغم من هذا تعودين وتستعملين تلك الوصفة أملاً منك بأن يتغير طعم الوصفة ، وتحصل عملية شد الحبال بينك وبين نفسك ،وأنت لست وحيدة في الصراع والكثيرين يعانون من نفس المشكلة ولكنك أشجع وأنضج وأصدق من الكثيرين الذين لا يتجرأون على مواجهة المشكلة وربما البعض قد يصنفك بأنك تحبين المشاكل أو بأنك تتسببين بها ،لانهم من النوع الذي يكنس زبالته ويجمعها تحت السجادة وليس كما تفعلين أنت ،تنضفين كل الزوايا وتبحثين عن الغبار لانك انسانةٌ رائعةٌ لا غبار عليها . وكما قلت بأننا نحن أطباء أنفسنا ونحن مرضاها ،أتجرأ وقول لك بأن أنت وحدك من يستطيع أن يكون الرباط القوي والمتين ما بين الروح والجسد والماضي والمستقبل وأنت فقط أنت من يعطي لنفسه أماناً ولغيره صدقاً ومحبةً وولاءً نادراً ...بارك الرب وأعطاك بحسب نواياك الخيرة .

    ReplyDelete