Lina H Hanna

Lina H Hanna

Saturday, December 18, 2010

تجتاح الذات ملذات حادٌة المذاق تضعنا على حافة الٌلذة وأول منحدر الألم ، إنه شعور يستهلك ويهلك من يستنزفه ويمتص الهواء من رئتيه ويرسله إلى حيث لم يذهب قط


تجتاح الذات ملذات حادٌة المذاق تضعنا على حافة الٌلذة وأول منحدر الألم ، إنه شعور يستهلك ويهلك من يستنزفه ويمتص الهواء من رئتيه ويرسله إلى حيث لم يذهب قط ، انه تطرٌف النشوة، قمٌة الغبطة ، أقصى درجات المتعة وأول درجات الألم ، هي تلك الحالة التي تسكر فيها النفس فتغوص في بحر ٍأمواجه عاتية تتقاذف به تارةً على شاطئ الٌلذة وتارةً أخرى على بر ٌالألم ...

كيف للأضداد أن تترافق وتمشي متشابكة الأيادي ؟ كيف للنور والظلمة أن يلتقيا دون أن يلغي احدهما الأخر حكماً؟ كيف تتحوٌل ذروة

المتعة إلى ألم لذيذ ؟

ما أقدس أوجاع الحب فهي لذٌة الألم ،جميل أن تنازع لكي تحيا بين ذراعي الحبيب ، كي تشعر أنك له ولا بأس إن تعذٌبت لأجله فهذه معموديٌة العشق ...

هو هذا الفاصل الزمنيٌ بين لحظتين ، بين عاطفتين تجعلنا فريسة سهلة الضٌلال والضياع في ضباب المشاعر وامتزاجها ...هي لدغة النعيم في عقر الجحيم ، هي تلك النيران النٌهمة الشٌرهة لإلتهام المزيد والمزيد دون كلل أو تعب ودون الإحساس بالشٌبع .

لذٌة تنتظر أن تتحقٌق هي ألم يتحقٌق في كل لحظة انتظار، ما يتوق أن يحصل هو ألم حاصل إلى أن يقع أسير الٌلحظة الأنيٌة ، رغبات دفينة ، وأخرى مستحيلة ، بين ما قد فات وما ينتظر أن يبصر النور يتأرجح الإنسان بين ما يضنيه وما يفرحه ، ما يغتاله وما ينعشه ...

ما أثقلها تجربةً إذ يصعب التمييز بين إحساس بوجع أليم أو بألم نشوةٍ تطوف بنا في فلكٍ من حرارة المشاعر وصقيع شدٌة غليانها ... تشعر بالجوع بينما تأكل فلا تشعر بالإشباع أبدا...متٌصل ومنفصل ، معلٌق ومتحرٌر ، هكذا تشعر بوجودك أكثر وتحب عذاب الحياة في طيٌات لذٌاتها العابرة الثٌابتة...

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment