Lina H Hanna

Lina H Hanna

Tuesday, September 28, 2010

على رصيف الإنتظار

كم من الوقت يهدر الإنسان على مرفأ الإنتظار وهو على أمل وصول سفينته؟ كم من الوقت يذبح بإسم الإنتظار؟ كلنا نريد فرصتنا بالنجاة والنجاح في الحياة, ولكن من الغباوة أن نقف في مكاننا ثابتين متوقٌعين مجيء الفرصة وقرعها على الباب. علينا أن نجوب كل الأمكنة ، علينا التحرٌك والسٌير بإتجاه أحلامنا , علينا أن ننتهز الفرصة بدل أن نجلس في المحطة ننتظرها ، ما من خدمة سريعة لتوصيل الأماني والرغبات في عصر السرعة والجهوزية !

الفرصة لا تأتي للٌذي يقف إلى جانب الطريق , بل للٌذي يقطعها ويهجم على موكبها ، لمن لديه الجرأة والشجاعة، لمن لا يخاف التمرٌغ بالوحل والاتٌساخ بعرقه فيتعمٌد من هذا العرق لتكون له ولادة جديدة حيث يعيش الحماس في السعي والجري وراء ما يضفي معنى لحياته. قم بدورك وافعل ما يجب عليك فعله لكي تتمٌم الصٌفقة ، وعندها فقط لا .بأس إن انتظرت بسلام نتيجة مجهودك .

المريد لا يسعه الجمود والثٌبات في مكانه حتٌى لو رغب في ذلك ، لأن دمه في حالة فوران دائم لا يهدأ له حال إن لم يقم بالمحال لابتغاء المنال! الحياة حركة وانعدامها هو موت مطلق ، الكسل هو مصنع الرذائل، هو مولٌد لكل الخصال الخبيثة التي لا تنتج إلا الأمراض النفسية العصبيٌة مما يزيد المسافة بين الإنسان وفرصته. المعادلة بسيطة ونسبيٌة لا تتوقٌع كثيراً إن لم تجتهد كثيراً ؛

إن كنت عبد انتظارك لا تتوقٌع إنفراجك وتحرٌرك .الأغلال لا أحد يفكٌها إلا يديك أنت فانتفض على ذاتك وسر حراً طليقاً.هناك دائماً ألف والف سبب يجعلنا ننتظر وهناك مواقف محدودة لا نملك فيها سوى الإنتظار بمعنى الصٌبر على البليٌة وتقبٌل ما لا يمكن التغير في معطياته ووقائعه ، الإنتظار في هذه الحالة هو حميد لا تشوبه شائبة .. فنحن لا نختار أحداث حياتنا دائماً ، فالمصيبة دائماً لنا بالمرصاد ، علينا أن نجد جبروت قوٌتنا الداخلية لكي ندع الوقت يضمٌد نزيفنا الداخلي, علٌنا به نتصالح مع وجعنا ونتعلم أن نتعايش مع الألم ومسبٌبه ...

لم تنتظر الوقت إن كان لديك المتٌسع منه؟ هو لا ينتظر أحد ولا يقف من أجلك أو من أجل أيٌ أحد فلا تقف له بل سر معه وحاول اللٌحاق به وإقفز على متن سفينتك حتى لو لم تدركها في الوقت المناسب ...هناك أيضاً ألف حجٌة لكي لا نقول ما يجب علينا أن نقوله متذرٌعين بإنتظار اللٌحظة الملائمة بعد أن تتغيٌر المعايير ، وهنا نقع في فخ النٌدم والتحسٌر على فرصة ضاعت لأننا عجزنا أن نقول بصوتٍ مرتفع ما تهمسه أرواحنا في قلوبنا ... لا تسمح أن تكون ضحيٌة الإنتظار بل كن بطل الإنتصار على صعوبة هذا الإنتظار.

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment