Lina H Hanna

Lina H Hanna

Monday, February 7, 2011

عندما يخرس الٌلسان


هناك قول بأن الٌلغة اخترعت بسب حاجتنا الملحٌة للتذمٌر ، ولكننا نتكلم لشتٌى الأسباب ونصمت لأهمٌها أيضاً .. عندما تفوق قيمة سكوتنا قيمة كلامنا لا يجدي الكلام نفعاً فيصبح مجرٌد بقع ولطخات من العدم والفراغ ...عندما يعزف القلب على أوتار الحزن وخيبات الأمل يهيمن الصٌقيع والجليد على الٌلسان والفؤاد أيضاً ... ولكن الصٌمت لغة قائمة بحدٌ ذاتها لا يفهمها إلا من سبر أغوارها وتذوٌق حلوها ومرارتها ، لها أربابها وأسيادها ، وهي المعلٌم الأكبر لمن يريد أن يتتلمذ في مدرستها ...

عندما تطلق الكلمات كالرصاص القاتل تكون سلاحاً نجهره في وجه الآخر ، عندما نقول ما لا نعني أو نعني ما لا نقول تقع الكلمات وتتبعثر في الهواء وتكون مجرد أصوات لا ثقل ولا وقع لها إلٌا على من تتردٌد على مسامعه فيتمنٌى لو لم يسمعها ...

يربط الٌلسان عندما تلتفٌ عليه كلمات لم تخترعها الٌلغة بعد، كلمات لا تفي عدالة الٌلغة حقٌها ولا تخدم مصلحة المتكلٌم ، عندما يفيض القلب بمشاعر أسمى وأكبر من الحقل الكلاميٌ ، تتعطٌل آليٌة الكلام وتفلح آليٌة الجسد المنتشي بأحاسيسه المتخمٌر بعصارة شغفه وعشقه ...

عندما يأبى الكلام أن يقال ، تكون النفس في أوجٌ حوارها مع ذاتها وعلينا أن نكون في حالة إستقبال وإستعداد لننصت ونصغي إلى أصواتنا الداخلية، إلى تلك الهمسات الخافتة الصاخبة التي تقول ما لا نريد أن نسمع ، علينا أن نتواصل مع قنواتنا الداخلية لنعي العالم الخارجي بضجيجه ،فكل صوت هو رسالة مبطٌنة توصلنا إلى حالة التنوير ومعرفة الذوات التي تسكن في طيٌاتنا وثنايا أرواحنا.

اعلم أنك عندما تتكلٌم أو تصمت فأنت بكلتا الحالتين تعبٌر عن مكنونات وجدانك ووجودك، وليكن لسانك صديقاً وصادقاً لك ولسامعيه وكن على دراية بتأثيره على الأخرين ، فكن حارساً وحريصاً لأفكارك وكن على قدر من الإلتزام بكل ما تقول وأجعل كلامك نتيجة لأفعالك ومبادئك ، وليكن لسانك إمضاؤك ومصداقيتك في عالم يملأه الكذب والرياء ....لا تخف من الإنصات لصمتك ودرٌب نفسك على فهم صمت الأخرين وإستمع لما يقوله حتى عندما لا يقول شيئاً...

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment