عندما يموت الحب

هل فكرت يوماً لماذا يموت الحب؟ وهل وفاته طبيعية حتميٌة أم اننا نحن من نغتاله ونضع المسمار الأخير في نعشه ؟ عندما نقع في الحب نشعر لوهلةً اننا لن نفقده أبداً وبأن المحبوب أصبح من المسلٌمات وبأن البقاء معاً أمراً مضموناً لا ريب فيه...ولكن قلٌما ما ندرك بأننا أنفسنا أعداء هذا الحب وإن أسلحة دماره كثيرة ومتنوٌعة فالحب الحقيقي لا يموت تلقائياً بل نحن من نسفك دمه ونقطع شراينه فينزف حتى اخر رمق .

اعلم يا من يجهل نعمة الحب وعظمته أنك لا تملك سلطاناً على قلبٍ تغتاله في كل مرة يصاب صمٌامه بالإهمال والصٌدأ عندما تدوس برجلك على مساحته لكي تعبر إلى غرورك وعقدك الذكورية ، كن على درايةٍ أنك في كل مرة تفتح فمك لتقول الأكاذيب وتطلق رصاص الكلمات الجارحة تكون تضعف من روحه وتأخذ من عمره وأيامه.

عندما تبدأ بالإبتعاد روحياً عن من تعشق تكون بذلك تبني حائطاً بين شرفات قلبيكما ، فلا يبقى إلا الظٌلال والوحشة والصٌقيع حيث لا تصل أشعة شمس دفء حنانك إلى داخل ثنايا روح من تحب.

عندما يموت الحب جوعاً وعطشاً لغذائه ومائه من شحٌ بئره وإنعدام قوته من مائدة الإهتمام والدٌلال وأجمل الكلام ، عندما تصبح لحظات العشق تتثاءب وتختفي شيئاً فشيئاً وراء ضباب المادٌة والجهل ، الجهل النفسيٌ والمعنويٌ والفكريٌ للشريك الأخر يصبح هذا الأخير غريباً عن ذاتٍ تعيش في داخله ، فتنقطع الأوصال ويذهب التواصل مع الريح ، ريح البعد والجفاء وعمى البصيرة .

عندما لا يعرف الرجل كيف يدغدغ مشاعر المرأة فلا يشعرها بأنها أنثى ولا يشعرها بإغرائها يكون بذلك يخلق هوٌةً يستحيل العبور فوقها. عندما لا تعلم المرأة كيف تشعر الرجل برجوليته وتلطٌف خشونته بنعومتها وسحرها وحنان الكون الذي في داخلها تكون تسلب منه قدرته على حبها...

كلنا نستطيع أن نحب ولكن الأقلٌية تعي كيف تحافظ على هذا الحب لتنعشه دائماً وتجدٌد مصدره .

إجتهد في الإبقاء على حياة الحب فيك ،فعدد الطٌعنات في الفؤاد يضعف مناعته وقدرته على العيش ، عليك بصيانته وتحصينه ضد العوامل التي تضعفه وتساهم في موته ...

لينا حنا حنا