Lina H Hanna

Lina H Hanna

Friday, January 21, 2011

ذاكرة الأيام



وجوه ، أماكن، علاقات ومحطٌات تمرٌ بنا أو نمرٌ عليها ،فشل وإنتصار،تردٌد وقرار ، دمعة وإبتسامة، حساب ومحاسبة ، لوم ومعاتبة، وفي خضم هذا كله تتحرٌش بنا ذاكرتنا من وقت لآخر لتستدعي أشباح الٌلحظات العابرة تحفٌزها رغبة دفينة لا شعوريٌة بالعودة إلى ما قد فات من ملذٌات وعذابات صقلت أرواحنا لتلمس جوهرها وجواهرها ...

كم هو صغير الإنسان أمام عظمة هذا الكون وألغازه واحجيته، كم يضمحلٌ بأصنامه وماديٌته أمام الٌلامتناهي والأثيري... كم هو بائس وهشٌ بتحوٌلاته وتغيٌر عالمه أمام عالم الثبات والبقاء ، أمام وحدانيٌة الوجود بعيداً عن تعدٌديته وتعقيده ...

نحن كائنات الأحياناً ، فأحياناً نفرح وأحياناً أخرى نفرح ، أحيانا ننتصر وأحياناً ننهزم ، أحياناً نصل إلى تجاويف قلوبنا وأحياناً نكون مهاجرين داخل مساحتها ...أحياناً ننعم بالنسيان وأحيانا ينفتح الجرح ونذوق مرٌ الأيام ...فما كان في يوم من الأيام نعمة يصبح نقمة وما كان يجعلنا نشعر بالحياة هو نفسه ما يميت فينا نبض الروح فتهبط الذات إلى غياهب الإحباط ...

تختلط الأوراق وتبدأ لعبة جديدة كل يوم ، قوانين جديدة ولاعبين جدد على ملعب الحياة .. كم أريد أن أضرم النار في ذاكرتي لأحرق الأبواب والطرق المؤدٌية إليها ولكن إن فعلت ذلك تحترق لحظات السعادة النادرة التي كانت النجوم المضيئة في ظلام سمائي ...

أريد أن أغيب عن ذاتي وعن حواسي وعن وعي الثقيل وإحساسي بالوقت والمكان ، أريد أن أهرب إلى الٌلامكان حيث لم أكن يوماً، أعود إلى العدم ...بعيداً عن ثرثرة الناس وصخبهم وتفاهتهم وقوانينهم المجحفة وعدالتهم الظالمة ومكرهم وريائهم المقرف

...

مرهقة أنا، ارغب بالنوم دهراً ،علٌني عندما تطفأ الأنوار في هذا العالم أستفيق في عالم ثاني...

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment