Lina H Hanna

Lina H Hanna

Friday, January 21, 2011

منافع الشك



الحقيقة ... هل من حقيقة مطلقة ثابتة غير متغيٌرة؟ هل من شيء يستحق التأكيد؟ أم أن كل شيء عرضة للتٌأكسد والتآكل بفعل الزمن وغدر ورياء البشر ؟ هل الشك هو السبيل للمعرفة؟ أم هو طوق أمان في قلب الأعاصير نتمسك به كي لا نطأ برٌ الإيمان والأمان فنغفو على سرير المسلٌمات والايجابيٌة؟

كيف لنا أن نتعامل على خلفيٌة الشك مع من حولنا وكيف نميٌز بين منافع الشك ومساوئه؟ أوليس الحب أكبر من شكوكنا؟ فالمحبة تعطي للشك منافعه فبدل أن نستلٌ سيف الإتهام ونطرق بمطرقة القاضي ونوجٌه أصابع الإتٌهام الأعمى إلى وجه من نحب لم لا نتحوٌل إلى مدافعين عنه ونبدأ بالتٌساؤل ماذا لو لم يقصد هذا بل ذاك ؟ ماذا لو لم ينوي الإيذاء بل أن هناك تفسير لأيٍ من المسائل فهذا الشخص صديق وعزيز لا يجوز أن نهدم ثقتنا به لمجرٌد الظٌن المتسرٌع ، هو من يجمعنا به أكثر من كلمات ، هو شخص نأتمنه على أرواحنا فهل يعقل أن يسبب لنا الأذى عن سابق تصميم وارادة ؟ هذه من منافع الشك الذي يبنى على التعاطف ووضع السيناريوات التي تبرٌر ولا تحكم بالنٌفي على من نحب...

ثق ولكن تحقٌق فهذا من حقٌك ، وإن شككت تأكٌد إجتهد لكي تمحو شكوكك فيكون ايمانك عن إختبار وإمتحان وليس عن تبعية وعن غباء أو جهل وأوهام .... ولكن رأفةً بقلوب من يحبونك ، لا تستعجل بهلاكهم بشكٌك المرضيٌ لأنك بذلك تخسر قلباً يحبك ويخاف عليك وتقع في مخالب مخاوفك فريسةً سهلة لوساوسك وهواجسك فلا يكون لها وجود سوى في عقلك وتصوٌرك فقط !

لا تكن همجيٌاً بربريٌاً في تعاملك مع من في حياتك فقط لأنك تصدٌق أكاذيبك وشياطنك على حقيقتهم وملائكة ايمانهم لأنك داخل كهوف ما يرعب تفكيرك ويسرق منك قدرتك على رؤية خالية من ضباب الشك السلبيٌ فتصبح شبحاً لإيمان يمكن أن يتجسٌد في تعاملك مع غيرك ويجعلك تنظر وترى ليس فقط ما تخشى أن تراه بل ما هو من الرٌائع أن تراه!

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment