Lina H Hanna

Lina H Hanna

Monday, January 3, 2011

كلمات صامتة




كلمة تنتحر ، كلمة أخرى تقتل بمسدس الأمر الواقع أو بسكٌين الإهمال فتسقط وتندثر ضحيٌة الآخرين اللذين هم في معظم الأحيان " الجحيم" كما أسماهم "سارتر" في وجوديٌته التي قد لا تكون متشائمة في نهاية المطاف بل هي قراءة الواقع كما يقع فحسب ...

هي كلمة تنازع لتسمع ولكن الآذان الصمٌاء تبقيها في أعماق آبارنا الجافة من مياه التعاطف ,ففهم لغة الصمت المدويٌة فقط لأولئك اللذين يتٌسع قلبهم لهدوء النفس وصفوة الفكر الذي يستوعب السكوت ويفهم أبعاده ، يسمع ما لا يلفظ ، ويتكلٌم لغة من دون كلام ، كلمة تهتز لها الأبدان ، هو ينصت ويفسح المجال للآخرين للتٌعبير عن خلجات قلوبهم واستباط مخاوفهم ولحظات ضعفهم ....

كلمة تتوق أن تطلق العنان ، ولكن هناك من يشدٌ عنقها ويكبت عفويتها وتوقيتها ، كلمة مغبونة ، تريد أن تثور على حالها لتدحضها، لتصيب مكانها وتفعل مفعولها ولكنها تقابل بالرفض وتصادر منها حريتها ، هي صرخة داخلية يسمع صداها داخل أروقة الروح ولكن تعجز الأذان عن التقاط موجتها لشرودها وتشرٌدها على جغرافيتها الباطنية ....

هنيئاً له من يسمع تلك الكلمات الصامتة سواء ليأسها من عدم تمكٌنها أن توصل الرسالة الضمنيٌة ، أو لدرايتها بأن التمنٌع عن الكلام أبلغ منه أحياناً ، فالتواصل فنٌ لا يتقنه إلٌا أربابه ، أما الضٌجيج والكلمات الفارغة من محتواها ومجرٌدة من معناها فلتلك كل ٌالأذان، ثرثرة عقيمة ، بقع من العدم على أقمشة الصوت وتفاهات العقل.. هنيئاً له من يفتح أبواب فؤاده لألسنة القلب لكي يسمع ولا يقمع ....

وأنت أتسمع ما لا أقول في خضم قولي؟

لينا حنا حنا

No comments:

Post a Comment