نزاع وإنتزاع

ألم يعتصر قلبي، شجن يجتاح كياني ، غضب وسأم من وضدٌ الوجود، ثورة ورفض لحالة

الحضور الغائب ، روحي لا ترتاح ، يؤرٌقها عذاب الفراق فلا تستكين ولا

تهدأ ، ألعن جميع المهدٌئات والمسكٌنات فهي أعجز من أن تروٌض وتخضع توقي واشتياقي لمن عن دنياي قد غاب وتركني لمخالب الحاضر بغير حضوره ، تغرز أظافرها في لحمي وتدميني لأنزف أجمل اللحظات التي تحوٌلت إلى عذابات ومعاناة ...

آه كم اشتاق إليك ، تتمزٌق نفسي ، صوتي أصبح نواح ومنزل للوعة الإنفصال عن من به أنا دائمة الإتصال...جسدي أصبح جسد خاوٍ هو مقبرة لقلبٍ قد مات من شدٌة النٌزاع ...

يعذٌبني بعدك عني ويجعلني مهاجرة في وطني ، غريبة عن ذاتي، عدوٌة لأصدقائي ، فكل شخص أراه يذكٌرني بأني محرومة من لقياك فأبحث عنك في كل رجل أراه ولا أراه ... لقد ثملت من وجعي وحاجتي إليك ، إلى عينيك ، إلى يديك، جسدي أمسى معدن صدئ يشهد على فعل الزمان وعجز أي مكان أو إنسان أن يعيد لمعان ووميض إنعكاس نورك في مرايا وزاويا الذات ... ظلمة حالكة ، وعيون فارغة تشتاق أن تمتلئ وتقتات من مأدبة عشقك ومن خمرة لمساتك ومن سحر همساتك ...

آه كم اتمنٌى لو أكون بين ذراعيك للحظة واحدة فقط مجدداً ، كم أشتهي أن أضيع داخل عالمك، كم ارغب بضمٌك وشمٌك واستنشاق عطرك لأسكر ... أريد أن أنام ليأخذني جنٌ الغفو بعيداً عن جنوني وعن هواجسي ، أريد أن أتحرٌر منك ، أريد أن امحي كل ذكرى جمعتنا لتفصل بيننا وتلطٌخ يدينا بدماء البعد والشعوذة ...

أكرهك وألعن ادماني عليك ، أريد أن اغسل ذاكرتي في مجرى نهر النسيان ولكنك أصبحت عقلي ومعتقلي ، انٌي أعاني منالإرهاق لكثرة رغبتي بك ، لقد إستنزفني الشوق وأضناني الإنتظار على مرفأ الأيام ، دائماً عيناي صوب الأفق البعيد علٌى سفينتي تصل وعلى متنها أنت وقوافلك فتأتيني بشياطين المسافات التي سكنتني منذ أن غاب من أغلق الباب وأغفل نافذة الذاكرة ليزيد العذاب ...

أعيش من أجل ذاك اليوم الذي تأخذني بين ذراعيك ، أعيش من أجل اللحظة التي تلتقي الشفتين لتروي يبس الحرمان فتكون قبلاتها ينبوع ومصدر الحياة حيث غزت جنود الممات ...

فهل سأشعر بحرارة شغفك مرةً أخرى أم محكوم عليٌ بالمنفى بعيداً عن بساتين حبك داخل كهفي حيث لا شيء سوى أنا والذكريات بما كان يوماً وقد فات وترك الذات تلتطم وتتخبٌط بأوجاعها وترقص على إيقاع أنينها الداخليٌ رقصة الموت في رحم الحياة؟

لينا حنا حنا