هل حقٌاً كنا؟

مررت بسمائي كمذنٌب متوهٌج بشعلةٍ من نار ونور جعلتني أحترق وأدور ، أهدأ

وأثور... استعرض شريط ذكريات جمعتنا وكوتنا في أتون الشغف المجنون في براري الهيام والإلتحام إلى حد الإلتهام، أشعر بلمساتك تجتاح جلدي فتنزف ذاكرتي بدماء رغبات قتلت على يديك بعد أن ولدت بين ذراعيك فتسأل نفسي نفسها كيف تستحيل إلى سفٌاح بعد أن كنت أنت الملاك ؟ لم أكن أعرف أن قبلاتك هلاك وادماني عليك فتٌاك...

لم أعلم عندها كم كانت قصيرة لحظات الحياة مع أني شعرت بأبدية من الثٌمالة وترنٌح ودوار الذات وتحرٌرها من قيود ربطتها حول عنقها واقعية خالية من أسمى الملذٌات ...

أعميت بصري وبصيرتي معاً ، فلم اكن أرى أو أبصر سواك ، كنت أتنفٌسك واتنشٌق أريج عطرك الجهنٌمي الممزوج برائحة عرقك ورحيقك وأهيم مخدٌرة الحواس ، كنت في حالة انخطاف وإنبعاث من موت قد تركني جثٌة حيٌة موجودة في صقيع قبور المشاعر

والأحاسيس... كنت تأخذني بعيداً عن ذاتي وتعيد الدفء والحرارة إلى جسدي فيتحوٌل إلى مهرجان من المفرقعات والأحلام ....

كنت وكنت ولكنك لم تعد ما كنته ، بل اختفيت في ضباب الأيام وتركت عقارب الساعات تلسعك وتسمٌم قلبك بحمٌى الغيرة وحب

الإمتلاك ...

افكر بك ، أسمع همساتك المجنونة ، ما زلت أسمع دقٌات قلبك التي لطالما رقصنا على ايقاعها أجمل الرقصات وتمايلت أجسادنا على هلوسات وهذيان كلمات لم تقال غير أنها قيلت من دون كلام ... ولكني الأن أنصت إلى صدى صوتٍ ناءٍ بعيد وأسأل نفسي هل حقاً كنا سوياً ؟ ألم يمحي الزمن ما قد دوٌنه بقلمه يوماً؟ هل كان يعلم مسبقاً أنه يكتب ما سيمحي لاحقاً؟

هل كنت حقاً حبيب أيها الغريب؟ هل حقاً جمعتنا الأيام أم أنك كنت سراباً وهماً في فكري؟ كيف تموت وأنت لا تزال حيٌاً ترزق في الوجود الغير موجودةٌ أنا فيه؟ كيف نتنفٌس من هواء واحد ،كيف تشرق علينا شمس واحدة دون أن نشعر بأشعتها معاً؟ كيف تكمل الطريق دون أن نلتقي على جادٌة الأحلام المتكسٌرة ؟ كيف تمضي قدماً دون أن نكون قدماً واحدة ؟

كيف يمكن أن تصطدم عيناك بعيني وتهرب العيون من عيون كانت تهرب اليها؟ آه ما أغرب القلوب البشريٌة فهي لا تبشٌر ولا تنذر دائماً بل تشعر بالخطر وتخدع البشر ....

لينا حنا حنا