البحث عن لآلئ الذات

في بحر الوجوديٌة ، أمواج العبثيٌة تهدد البشريٌة ، كلنا نتصارع مع أنفسنا ومع

الآخرين محاولين الهروب من المأزق الوجوديٌ لأننا نريد أن نجد مخرجاً من متاهات كياننا ، نرغب في الفرار بعيداً عن همومنا المؤرقة وعن ملل حياتنا اليومية وتكرار التكرار ليلاً نهار ، إنه الإحباط ، القنوط والقصور في إيجاد معنًى أسمى نتجاوز به الآنيٌة ، لذا نغوص في قعر أنفسنا علٌنا بذلك نضع أيدينا على لآلئنا الدٌفينة في ظلمة أعماقنا...

نعيش في عالم مجنون حيث تسود الفوضى الوجودية والعدميٌة ، حيث يتساوى الٌلاشيء مع كل شيء ، حيث وجود الشيء وانعدامه على حد السٌواء ، حيث الهامش لم يعد مهمٌشاً بل أصبح الصفحة بأكملها ونحن ندور حول أنفسنا بخضٌم هذا كله بعد أن أضعناها في تفاصيل الحياة اليومية وعصر السرعة وإذ بنا نركض وراء ذاتنا الضٌالة فتارةً نبحث عنها بغير مكانها وتارةً نبحث عنها بمكانها ولكن تكون الرؤية ضبابية فيتعثٌر علينا ايجادها ولكننا نأبى أن نكفٌ عن البحث ،فنحن بعجزنا وبضعفنا نتوق إلى معرفة بأن هناك ما هو أعظم وأبعد من هذا الكون ، نريد لعلامات الإستفهام أن تستقيم ، نريد الأجوبة على ما لا جواب له ضمن محدوديٌة عقلنا البشري ليكون لنا العزاء والطمأنينة في خضم كل المتغيرٌات والتحوٌلات في الحياة... لذا نحن دائماً أبداً في رحلة إستكشاف للذات في جميع ألوانها وقبائلها ... فمعرفة النفس تحصٌنها ضد تقلٌبات الزمان والإنسان وتضعها على برٌ الأمان ...

هي الجسر الذي يساعدنا على العبور إلى الضفٌة الأخرى بعيداً عن مستنقع الأحزان وعن وكر الأوهام وزوبعة الكلام الفارغ فنطأ أرض الحقيقة ونرتمي في احضان النور في حالة تنوير لا مثيل لها ...

لا تهلع إن شعرت بأنك فقدت ذاتك ، فإنك بفقدانها تجدها ، وبابتعادك عنها اقترابك منها ... ولا تخف إن وجدتها متغيٌرة بل افرح بصيرورتها فهي دائمة الإنشداد إلى ما ما يمكن أن تكون ...

لينا حنا حنا